د. فاطمة العيداني – واقع
6 رمضان 1445.
18 آذار 2024.
آيات الأحكام في القرآن الكريم(دراسة فنية).
أطروحة دكتوراه : للطالبة وئام كاظم جواد سميسم
جامعة الكوفة / كلية الآداب / 1429هجرية /2008ميلادية.
عنوان الاطروحة: (آيات الأحكام في القرآن الكريم، دراسة فنية )،
يعود سبب اختيار الباحثة لهذا الجزء من القرآن العظيم، رفعة موضوعه وروائـع فنونه، الذي يجمع بين الأدب والشريعة، فكان خير باعث في خدمة الغرضـين .وإذا ما علمنا أن الأبعاد الفنية في آيات الأحكام ترتبط بها ارتباطا خاصا يكشف عن مدى أهمية الجانب الفني في النص التشريعي . وتعريفا بموضوع البحث ، الذي خصص لدراسة آيات الأ حكـام فنيـا، فهـي بخصائصها الموضوعية ينبوع يترشح منه الأسس والقوانين التشريعية التـي تـضم مناهج الحياة الإنسانية، لتصل بها إلى السمو والفوز، فكانت دستور الإسـلام الأول، المتضمن سلسلة المعارف الاعتقادية والأصول الأخلاقية والعملية . وعلى هذا الأساس، فإن مضمون النص و دلالته، هما الأصل الذي يروم النص الكريم إيصاله إلى المتلقي ،ومن ثم تحفيزه على الإيمان والالتزام به، وعلى الرغم من ذلك فلم تأت النصوص التشريعية، بلغة مباشرة في طرح الحقائق على وفـق الأداء العقلي او الفكري، بل روعي الأداء الجمالي والأسلوب الفني بشكل واضح . وقد يخال ان فنية التعبير فيها جاءت لتوافق ذائقة البيئة الأدبية عصر نزولـه إلا ان من يدقق النظر، يجد ان هناك سببا غير ذلك يكمن وراءها . ومرد ذلك يعود الى أمرين، الأول : هو معرفة النص بخبايا الإنسان وطبيعتـه وطرائق الاستجابة لديه، أما الأمر الآخر : فهو أهمية العنصر ا لفني فـي نـصوص القول وارتباطه بالوجدان والعاطفة . ومن هنا استثمر النص هذه المزية، فـي بـث الحقائق التي يرمي النص الحكمي الى إيصالها للأذهـان . فكـان الفـن بخواصـه وامكاناته أداة فاعلة في بلوغ المقاصد ،وإحداث الاستجابة التـي يـستهدفها الـنص الشرعي من خلال الضاغط الوجداني ، وبلورة الحقائق الشرعية وتمريرهـا بتمـام مؤدى
. أهمية الدراسة:
تكمن أهمية هذه الدراسة، في التنظير أو تأسيس حقل أدبي ،وهو الأدب التشريعي لما له من أهمية مضمونية وشكلية، فلم تخـضع النصوص التشريعية بدراسة فنية مستقلة، تأخذ حيزها البحثـي فـي الدراسات القرآنية الأدبية . وهي تهدف أيضا إلى إبراز القيم الفنية في النـصوص التـشريعية ،ومحاولة رصدها في مختلف أشكال التعبير نظرا لأهميتها في تمتين الدلالـة المعنويـة فـي النص ومنحها جمال الأداء وإيحاءات القصد وتكثيف التصوير الفني عبر الـسياقات البيانية والأسلوبية والوقوف عند أسرار التعبير المعجز وبيـان مقاصـده لتقريـب مفاهيمه الكريمة بالأساليب التي جاء بها، ومن ثم أثره في ترقيـة الـذوق ألأدبـي وتأصيل القواعد الفنية التي تنبثق من النص التشريعي . فهي دراسة شمولية غايتها التوسع في التعامل مع النص القرآني انطلاقا مـن القضايا الفنية مرورا بتحليل الأداء النصي لآية الحكم الشرعي، حيث حرصت الباحثة على أن تكون متوازنة في الجمع بين جمال الأسلوب وتفرد المضمون الفكري ورفعتـه . فكانت الدراسة الفنية جزءا من أدوات فهم مقاصد النص القرآني ومراده.
منهجية البحث : تتلخص منهجية هذه الدراسة بالوصف والتحليل والموازنة ، في تلمس الحقائق وتتبعها من جوانب مختلفة ،والتنظير لأهم القضايا والمواضيع الأدبية والفنيـة مـع ملاحظة الأدوات التفسيرية ،ومقارنتها مع آراء الفقهاء على تباين مذاهبهم، مـن دون التقيد بمذهب دون آخر، ومناقشتها للوصول إلى الحقيقة الفنيـة و الدلاليـة، ومن ثـم تحليل النصوص القرآنية للوصول إلى أحكام فنية صحيحة لما نظـّر له . وكانت الدراسة الفنية مبنية على القيمة الفنية للنص من خلال مقارنتهـا مـع القيم النقدية والأدبية، وإخضاعها للمقاييس الفنية المنظر لها ومـدى تـلاؤم الـنص الكريم مع تلك المقاييس . ولم تقتصر الدراسة على أحكام دون أخرى، بل تناول البحث القضايا الشرعية كافـة مـن(العبـادات، والعقود، والإيقاعات، ومـسائل أصـول الفقـه ،والقواعـد الفقهية ،والأحكام العامة ). وقد عمدت الباحثة في بعض الأحيان الى تكرار الآية في أكثر مـن موضـع مـن البحث، وكان هدفها لفت الأنظار إلى التكثيف الفني في الآية الواحدة .
نطاق البحث وهيكلية : اقتضت ضرورة هذه الدراسة أن تنتظم في تمهيد واربعـة فـصول، سـبقت بمقدمة،وختمت بخاتمة . حيث تكفل التمهيد في عرض الأبعاد الاصطلاحية لآيات الأحكـام ونـشأتها والأسس التي تقوم عليها آية الحكم،وعدها كذلك .
جاء الفصل الأول بعنوان (وظائف آيات الأحكام ) وكان حـافلا باستنطاق المكامن الفنية في آيات الأحكام من جهـة وظائفهـا المتعـددة، فلمـسنا بذلك(وظيفة اجتماعية وأخرى نفسية، وأخيرة أخلاقية ).
وانعقد الفصل الثاني بعنوان(الأداء البياني )،وقد عني بالأبعاد الفنية والعناصر الجمالية من وجهة بلا غية، فتوزع في أربعة مباحث (الاسـتعمال المجـازي، وفـن التشبيه، والتصوير الاستعاري، والتعبير الكنائي ).
أما الفصل الثالث ، فقد خصص لدراسة الأبعاد الأدبية مـن الوجهـة الدلاليـة والأسلوبية، فكان بعنوان (قضايا أدبية )، واندرجت تحته أربعة مباحث، تحـدثت فيها (عن المعنى الأول، ومعنى المعنى، والخبر والإنشاء، والتقديم والتأخير ).
وأما الفصل الرابع ، فقد عني باستقصاء ودراسة (الأنماط الموسيقية ) في آيات الأحكام ،وكان ذلك في ثلاثة مباحث، الإيقاع والموسيقى، الذي أطّر الآيـة الشرعية وأسهم في تعزيز الأداء الفني، وكان على ثلاثة مباحث، تـضمنت (جـرس الحروف و الألفاظ،وتنوع أساليب الإيقاع (الجناس، والتكرار ،والفاصـلة القرآنيـة ، ) وكان الأخير يبحث في التركيب الإيقاعي العام
مـصادر البحث : وهـي كتـب تفـسير آيـات الأحكام،وكتب التفاسير، وعلوم القـرآن، فـضلا عـن كتـب البلاغـة والبلاغـة القرآنية،وبعض مصادر النقد والأ دب، وكتب اللغة والدلالة . وهناك كتب ثانوية تكمل تلك المصادر وهي كتب علم الاجتماع وعلم النفس وعلم الأخلاق، مضافا اليها كتب الأصول والفقه، لما لها من علاقة مع موضوع البحث .. وقــد اعتمــدت علــى كتــاب (دروس تهميديــه فــي تفــسير آيــات الأحكام،للإيرواني)،وذلك لحداثة هذه الدراسة وإحصائها آيـات الأحكـام، بحـسب المسائل الفقهية وتفسيرها على وفق تلك الوجهة .