د. فاطمة العيداني – واقع.
10 رمضان 1445.
21 آذار 2024.
الدرجة: رسالة ماجستير.
ألفاظ ُالتـَّسامح ِفي الخطاب القرآنيّ ( دراسة ٌ دلاليّة).
كليّة التَّربية للعلوم الإنسانية – جامعة البصرة.
بإشراف: الأستاذ الدكتور فاخر هاشم سعد الياسري.
السنة: 1430 هـ – 2009 م.
تلخيص: الاستاذ المساعد الدكتورة فاطمة العيداني.
لقد كان للقرآن العظيم أكبر شأن في الإسلام وعند المسلمين ، فهو هاديهم في شريعتهم ، وهو السِّراج المنير الذي يُستضاء به في أساليبه البلاغية العربية ، ومنه ينهل كلُّ مسلم فلسفته الرُّوحية والخلقية .
كانت النـَّفس الباحث توّاقة إلى دراسة موضوع في التـَّعْبِير القرآنيّ ، وقد وقع الاختيار على ألفاظ التـَّسامح ، فكلُّ فرد في المجتمع بحاجة إلى التـَّسامح ؛ لأنَّ ابن آدم خطاء وخير الخَطائين التـَّوابون ، فراح يقلب النـَّظر في كتب التـَّعْبِير القرآنيّ ، وإعجازه ، وإعرابه ، وغريبه ، وتفسيره ، ومجازهِ ، وقد واجهت الباحث العديد من الصُّعوبات التي من أهمها قِدم بعض المصادر، وعدم توافر الأخرى ، وقد رجع إلى العديد من كتب التـَّفسير ، مثل : تفسير روح المعاني للألوسي ت (127)هـ ، وتفسير الكشاف للزمخشري ت(538)هـ ، وتفسير مجمع البيان للطبرسي ت(548)هـ ، وتفسير البحر المحيط لابي حيان الاندلسي ت (754)هـ ، وتفسير أبي السُّعود ت (982) هـ ت(951)هـ ، وتفسير الميزان للطباطبائي ت (1401)هـ ، وغيرها من التـَّفاسير، ورجع كذلك إلى كتب إعراب القرآن ، مثل : إعراب القرآن للزَّجاج ت(311)هـ ، وإعراب القرآن للنـَّحاس ت (338) هـ ، واعتمدت على كتب معاني القرآن ، مثل : معاني القرآن للفرَّاء ت (207) هـ ، ومعاني القرآن للأخفش ت (215) هـ ، ومعاني القرآن للزَّجاج ت (311) هـ ، واعتمد أيضاً على كتب القراءات القرآنيّة ، مثل إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر للبناء ت (1117) هـ ، وكتب علوم القرآن ، مثل : البرهان للزَّركشي ت (794) هـ ، والإتقان للسِّيوطي ت (911) هـ ، ورجعت كذلك إلى الكتب التي تحدثت عن اللطائف القرآنيّة والدِّراسات البيانيَّة ، مثل كتب الدُّكتور فاضل صالح السّامرائي ، مثل : ( معاني الأبنية ، لمسات بيانيَّة ، التـَّعْبِير القرآنيّ ، بلاغة الكلمة في التـَّعْبِير القرآنيّ ) ، وكتب الدِّكـتـورة عائـشة عبد الرحمن بنت الشـَّاطئ .
ورجع أيضاً الى المعاجم اللغوية ، مـثـل : كتاب العـيـن للخليل ت ( 170) هـ ، و معجم تـهـذيـب اللـغة للأزهري ت (370) هـ ، ومعجم مفردات ألفاظ الـقـرآن للراغب الأصفهاني ت (425) هـ ، ومعجم لسان الـعرب لابن منظور ت (711) هـ ، ومعجم الــقاموس الــمحيط للفيروز آبادي ت (817)هـ ، ومعجم تاج الـعروس للزبيدي ت (1205) هـ ، وغــيــرهــا ، وكــذلــك رجــع إلى
كـتـب الــفروق اللــغوية ، مثــل كــتاب الــفروق الـلــغــويـــة للـعــسكري ت (400) هـ ، واعـتمد كـذلك عــلى الكــتب اللــغـويــة التي تهتم بالدَّلالة ، مثل كتاب معاني النـَّحو للدكتور فاضل صالح السامرائي ، وغيرها من الكتب الأخرى المختلفة .
وأما النهج الذي سار عليه الباحث في هذه الدراسة فيتمثل اعتماد الزمن في ترتيب المعاجم اللغوية ، فاذكر مثلا ورود اللفظة في معجم تهذيب اللغة ، ثم مفردات ألفاظ القرآن ، فلسان العرب ، ثمَّ القاموس المحيط ، وأما ترتيب الألفاظ ، فقد اعتمدت على المنهج الإحصائي ( القلة والكثرة ) فتدرجت من الكثير إلى الأقل ورودا .
أما ما يتعلق بآراء العلماء ، فقد كان يعرض هذه الآراء شارحا ، ومعللا ، ومعلقا ، مرجحا بعضها في بعض الأحايين ، ذاكرا سبب هذا التـّرجيح ، ورادّا على بعضها الآخر، عارضا وجهة نظري والأدلة العلميّة العقلية والنّقليَّةَ التي تؤيّد ما ذهب إليه ، وكنت اعتمد كثيرا على الاستقراء للتـَّوصل إلى النـَّتائج ، فاستقراء القرآن الكريم كان عماده في هذه الدِّراسة .
وتمخضت الدِّراسة عن ثلاثة فصول ومقدمة ، وقد تناول في الفصل الأول الألفاظ الصَّريحة التي تدل على التـَّسامح وقسَّمه على ثلاثة مباحث ، الأوَّل درس فيه الدَّلالة المعجميَّة للفظة وعلاقتها بالدَّلالة القرآنيّة والمعنى العام للتـَّسامح ، وتناول في المبحث الثــَّاني متعلـِّقات هذه الألفاظ ولوازمها وسبب اقترانها ببعضها أو بغيرها ، وأما المبحث الثــَّالث فقد تناول فيه مراتب هذه الألفاظ ، وأما الفصل الثــَّاني فدرس فيه الألفاظ الضِّمْنيَّة للتـَّسامح ، وقسَّمه الى ثلاثة مباحث أيضا ، المبحث الأول عرض فيه دلالة هذه الألفاظ المعجميَّة وعلاقتها بالدَّلالة القرآنيّة والمعنى العام للتـَّسامح ، ودرس في المبحث الثــَّاني متعلـِّقات هذه الألفاظ ولوازمها ، وأما المبحث الثــَّالث ، فدرس فيه مراتب هذه الألفاظ ، وعرض في الفصل الثــَّالث فنِّيَّة التـَّعْبِير في هذه الألفاظ الصَّريحة والضِّمْنيَّة ، وقد قسَّمه الى ثلاثة مباحث ، المبحث الأوَّل في المستوى الصَّوْتِيّ ، ويشمل : الدَّلالة الصَّوْتِيّة والفاصلة القرآنيّة ، المبحث الثــَّاني في بعض الفنون البلاغيَّة ، و المبحث الثــَّالث في أساليب أخرى ، مثل : الذكر والحذف ، والإفراد والتـَّثنية والجمع ، والتـَّوكيد ، والتـَّعريف والتـَّنكير ، والتقديم والتأخير، وأدب الخطاب ، ودقة استعمال ألفاظ التـَّسامح .