واقع.
10 رمضان 1445.
21 آذار 2024.
بسم الله الرحمن الرحيم
فتحت وكالة الأنباء القرآنية هذه النافذة ( نقود وردود) بهدف تقويم المسيرة القرآنيّة والوصول الى مستوى من التكامل العلمي بعيدا عن التجريح بجهة محددة أو شخص معين , كما أن الوكالة لاتتبنّى النقود الواردة فيها وإنما تعرض وجهات النظر المختلفة والمتعارضة أحيانا , وتحترم الرأي والرأي المضاد وتقف منهما على مسافة واحدة ولكنها تمنع التجاوز وتحد من التعسف.
الموضوع الذي كثر فيه الجدل هذه الأيام في الأوساط القرآنية ومنها الأوساط القرآنية العراقية هو مايحصل من تفاعل في البرامج والمسابقات القرآنية سواء من لجنة التحكيم أم من الجمهور فقد انقسم المتابعون على أقسام :
- مؤيدون مطلقا.
- معارضون مطلقا.
- مؤيدون للتشجيع مع المحافظة على هيبة القرآن وروحانيّته.
من البرامج التي تتخذ مثلا على هذا التقسيم برنامج (محفل) القرآني الذي أصبح محلا للتباين في وجهات النظر الثلاثة تجاهه ننقل في هذه الصفحة بعضها.
- كتب الشيخ ابراهيم جواد .
في سياق قراءة تاريخ المجتمعات وعلاقتها بالأديان، يُلحظ أنّ كثيراً من المجتمعات -لعللٍ مختلفةٍ- لا تقدر على الأخذ بالدّين بصبغته الأوّليّة، وإنّما تمارسه وتصبغه بصبغتها بشكل تدريجيّ، وخلال ذلك تقوم بوضع لمساتها الخاصّة عليه تأثّراً منها بثقافتها وعاداتها وأفكارها، وهذا الأمر -مع مرور الوقت- يجعلُ بين المجتمعات والدّين طبقاتٍ تاريخيّة تحمل أنواعاً من التغيير في العقائد والسلوك والآداب، وهذا القانون الاجتماعيّ حقيقة واقعيّة حتميّة، ناشئة من طبيعة السّلوك البشريّ، فالذّهن البشريّ لا يمكنه الاستقرار، وإنّما هو في حالةٍ من الجَوَلانِ والصعود والهبوط، ولأجل ذلك كانت الإمامةُ أهمَّ دعائم الإسلام؛ فإنّ الطبيعة البشريّة تقتضي التغيير زيادةً ونقصاً، ولا بدّ من حامٍ يذود عن حمى الدّين، فكان الإمام المعصوم، وفي ذلك روي عن الإمام الباقر (عليه السلام): (لن تخلو الأرض من رجلٍ يعرفُ الحقَّ، فإذا زاد الناسُ فيه، قال: «قد زادوا»، وإذا نقصوا عنه، قال: «قد نقصوا»…).
ودين الإسلام بما فيه من حكمةٍ وبصيرةٍ قد وضع حاجزاً أمام النّاس وسلوكهم -اللاواعي أحياناً- فجعل الكتاب والسنّة معياراً حقّاً لضبط أصول الإيمان والآداب والسّلوك على مستوى المظهر والجوهر، فيأبى إحداث تغيير في مسار التديّن بنحو يتنافر مع صبغته ومبادئه وأهدافه.
ونحن اليوم نعيشُ في حقبة ما بعد العولمة، حيث نشهد أمواجاً متلاطمة من نشأة أفكارٍ وآدابٍ وعاداتٍ مختلفة وكثيرة، ومجتمعاتنا في الفترة الأخيرة -للأسف- بسبب ضعف تمسّكها بالهويّة الإسلاميّة، وانسياقاً خلف استحساناتها وفساد أذواقها بدأت تتّجه نحو تغييرات كثيرة ملأى بالمفاسد الجمّة، وقد أصابت جوانب كثيرة، وفي هذا المقام سوف أتحدّث عن جنبة المراسم الدينيّة العباديّة، ومنها: الشّعائر الحسينيّة، قراءة القرآن.
وأنا أطالع العجائب والغرائب في هذين الميدانَيْن، لا أستطيع أن أنفكّ عن التفكير في تأثير حقبة ما بعد العولمة علينا، وأنّ هذه الحقبة ليست بريئةً من إلقائها بظلالها على واقع مراسمنا الدينيّة، فعالم اليوم هو عالم الموسيقى، هذا العالم المزعج والمقرف، ولن أتحدّث من منطلق دينيّ الآن، ولكن من نظرة عقلانيّة متّزنة. عالم اليوم هو عالم الجنون والولع بالموسيقى والدندنة والطرب والتنغيم، حتّى في بلد إسلاميّ كالذي أعيش فيه، ففي السيّارة تسمع الموسيقى، وفي المحلّات التجاريّة تسمع الموسيقى، وفي المطاعم تسمع الموسيقى، وعند الحلّاق تسمع الموسيقى، وفي ملاهي الأطفال تسمع الموسيقى، غلوٌّ فاحشٌ وفظيعٌ ومقرفٌ ومزعجٌ جداً. ولو أنّ الله فرض على عباده سماع الموسيقى لما كانوا بهذه الحالة. أمشي في وسط هؤلاء النّاس وأشعر أنّني في حفلة جنون بشريّ صاخبة. هذا المجتمع المريض المجنون الذي أُشرب في قلبه الموسيقى والأنغام والأنس بالدندنة والطرب لن يتّجه إلى شعائره الدينيّة سليماً معافىً، بل سينقل إليها جنونه وولعه، وهذا ما حصل فعلاً، فلقد رأينا في جملةٍ وافرةٍ من اللطميات ما يندى له الجبين، فالحزن على الحسين عليه السّلام الذي ينبغي أن يُزار بالوقار والسّكينة -كما في الروايات- أصبح حزن القفز والأصوات الغريبة الشبيهة بالدّيسكو. فصارت بعض هيئات العزاء عبارة عن قفزٍ، وأضواء حمراء، وأصوات “ديسكويّة”، ومظاهر خالية من الوقار والخضوع والتذلل في محضر الحسين عليه السّلام. ولقد كلّمني أحدُهم -وأنا أعرفُ وَلَعَهُ بالغناء والموسيقى فضلاً عن رقّة دينه (وهو ليس شيعياً)- فأخبرني أنّه تعجبه بعض اللطميات الشيعيّة، وأرسل لي بعضها فإذا هي عينُ الغناء والرّقص، وليست من العِبْرَة والعَبْرة في شيء، بل هي قفزٌ وكلمات تافهة وسخيفة وألحان لا تناسب إلّا علي الدّيك أو حمّو بيكا! فهل تظنُّ بربِّك أن هذا أتى من فراغ؟! أو أنّ النّاس استساغوا هذا الانحطاط والهبوط من دون علّة؟!
ثمّ انتقلت البليّة إلى ما يُسمّى بـ”محافل القرآن”، والتي ينبغي أن تكون متقيّدة بضوابط الكتاب والسنّة عند تلاوته فتستحضر التدبّر والتلاوة الحزينة وخشوع القلوب وإخباته ووقار الجوارح وسكونها، وإذا بنا نراها محافل لمن يكون أكثر إجادةً في طول نَفَسِه أو تنغيمه الطربيّ أو إتقان الألحان المشبوهة التي تثير بهجة المستمع، وكأنّنا جلوسٌ في محفلٍ من محافل “الدندنة”، بل هي ليست إلا “ستار أكاديمي إسلاميّ” باسم القرآن، حيث ترى هزّ الرؤوس والتلويح بالأيدي والتّصفيق والتركيز على الصّوت والإعادة بغرض التلذّذ والابتهاج بحُسن النّغمة لا أكثر وغير ذلك ممّا هو شأنُ أهل الغناء!
رُوي عن الصّادق عليه السّلام: “إنّ القرآنَ نزلَ بالحُزنِ، فاقرؤوه بالحُزنِ”، ورُوي عن الباقر عليه السّلام: “..، إنَّما هو اللِّيْنُ والرّقة والدّمعة والوَجَلُ”، فهل في محافلنا شيء من هذا؟!
YouTube (https://www.youtube.com/watch?v=eS-UETP-PfI)
وإنّه لمن المخزي أن نقرأ القرآن فنجدُ بعض أهل الكتاب قد خشعت قلوبهم وهم يستمعون إلى كتاب الله، وأنّ آياته كانت تزيدُ إيمان أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وأمّا قومنا فصمٌّ بكمٌ عميٌ لا يعقلون، ولا كأنّهم إلى القرآن يستمعون.
قال تعالى: (اللهُ نَزَّلَ أحْسَنَ الحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ ذَلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) [الزّمر:23].
وقال تعالى: (وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً. قُلْ آمِنُوا بِهِ أوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ للأذْقَانِ سُجَّداً. وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً. وَيَخِرُّونَ للأذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً) [الإسراء: 106-108].
وقال تعالى: (لَتَجِدَنَّ أشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا اليَهُودَ وَالَّذِينَ أشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وأنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ. وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) [المائدة: 82-83].
وقال تعالى: (إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [الأنفال: 2].
وقال تعالى: (وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) [التوبة: 124].
فهذه الأوصاف (تقشعرّ منه جلود الذين يخشون ربّهم)، (يخرّون للأذقان سُجّداً.. ويخرّون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً)، (أعينهم تفيض من الدّمع)، (وجلت قلوبهم)، (فزادتهم إيماناً)، تبيّن مدى تأثير القرآن الكريم في نفوسهم وقلوبهم. وواللهِ إنّ قراءة قصص الأنبياء في القرآن الكريم كفيلة أن تخلع القلوب من أماكنها وهي تبيّن جهادهم وصبرهم وحكمتهم في هداية هذا الخلق.
وأما محافلنا فليست إلّا لاختبار الحناجر وإطالة النَّفَس والتنغيم الطّربي “ممممممم الله الله الله..” مع هزّ الرؤوس والابتسامات السخيفة التي تدلّ على أنّ مولانا “مسَلْطِنْ” وقد “زَهْزَهَ” وكأنّه جالسٌ في “غُرْزَةٍ” مع مطربين من الأراذل والأوباش، على طريقة مستمعي قارئ القرآن بل المغنّي “الشيخ محمود الشحّات” حيث طلبوا منه -بعد وصلةٍ غنائيّةٍ طربيّةٍ بالقرآن وقد وقعوا تحت تأثير ألحانه-: “البَسْمَلَة اللي بتخُشِّ في النَّخَاشِيْش” -الفيديو على اليوتيوب لكم أن تشاهدوه وتضحكوا وتبكوا-!
وأكثر تفاهةً وسخافةً من هذا من يبرّر أنّ هذه المحافل نالت إعجاب كثيرٍ من النّاس أو تأثّرهم، ولو علم الحقّ لعرف أنّ هذه عليه وليست له؛ فأيّ عاقل بعد أن يرى هذا العالم المولَع بالطرب والأنغام والألحان وتأثر المجتمعات به يمكن أن يتّخذ هذه الأذواق الفاسدة دليلاً؟ وأيّ حجّة فيها بعد الكتاب والسنّة؟!
وفي المقام تبريرات أخرى ليست إلا مصداقاً لما وصفتُ به تفكير كثير من الإسلاميّين حيث قلتُ إنّهم “يقومون بعَقْدِ مصالحةٍ تلفيقيّة بين الإسلام وانفعال مجتمعاتنا بالثقافة الغربية، وفقاً لمنطق (امشِ مع الشيطان خطوات وأقنعه بالرجوع معك)، لكن ما يظهره الواقع هو أننا مشينا مع الشيطان خطوةً لإعادته معنا، فإذا بنا نكمل الطريق معه”، وقد تكلّمت سابقاً عن سياسة “تعطير البعر” التلفيقية عند كثيرٍ من فئات العمل الإسلاميّ، فلا داعي للاستطراد هنا.
وأمّا من يبرّر بأنّ هذه محافل جيّدة والأمر لا يخلو من جهات خلل فيها، فليعلم أنّ لا أنصافَ حلول مع القرآن، وهذه ليست أخطاء عابرة، بل هي ضربةٌ في عمق شأنيّة القرآن ومكانته، واستخفاف بحرمته ومقامه، والسكوت عنها يعني السّماح لكرة الثلج أن تتدحرج وتكبر، فمن كان يتخيّل قبل سنوات أن نصل إلى ما وصلنا إليه في العزاء وقراءة القرآن؟ وليس ما نحن فيه الآن إلّا إثماً من آثام السكوت على مستصغر الشّرر.. فهذه المحافل إمّا أن تُلغى كليّاً، وإمّا أن تؤسّس على هدي الكتاب والسنّة، ولا أنصاف حلول في البين.
عالمُ اليوم فيه كثيرٌ من الأصنام التي ينبغي أن تُحطّم، في ملفّات كثيرة، ويلزمنا جهادٌ عظيمٌ لإنجاز ذلك ذبّاً عن شعائرنا وديننا، “إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ”، “إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ”.
فكتب قائلا: تريّثتُ وتريّثتُ وتريّثتُ.. في كتابة هذا المنشور، ولكنَّ الأمر لم يعُد يطاق!
باختصار: برنامج «محفل» القرآنيّ -على الرغم من وجود المقاطع الجميلة والمؤثّرة فيه- لكنه برنامجٌ غير موفَّق، وفيه الكثير من الإخفاقات والتجاوزات..
لست بموقع الدفاع …كل ما قيل بحق ما يحصل في إحياء الشعائر الدينية في بعض الأمسيات القرآنية و بعض مجالس اللطم هو للأسف صائب و دقيق و تفصيل موفق من سماحتكم …
المنحى و المحتوى الموجود في كلى الميدانين أصبح سلعة جنونية لكسب الشهرة في العالم الافتراضي مما يدرّ بالمنفعة المادية…
لا أريد وضع أعذار ولكن هلّ نظرنا قليلا الى بعض الإيجابيات..فلنبدأرغم كل الهيمنة و السيطرة الأوروبية و التجييش الإعلامي الفاسد الممنهج المصوبة سهامه منذ نهضة الجمهورية الاسلامية و لبنان خصوصا،نرى نجاح كبير في غزو الثقافات الغربية للمحتوى الديني ..
فبسبب إهمال الجهات المعنية و فساد الدولة و إنشغال الأهل عن أولادهم في العمل و بالأخص الأمهات مما سمح بتسلل الشيطان عبر السنين رويدا رويدا لتتغير مبادئ القيم الاسلامية و الدينية نحو مبادئ دينية غربية هزيلة و هشّة تحت اسم الدين..
و ما يعتبر من البلاء الأكبر هو عدم التصدي لهذا الغزو الثقافي خصوصا من قبل الجهات المعنية ( العلماء )،فقد أصبح العالم و رجل الدين المختص الذي أراد التصدي في موقعية المُهَاجم بل أحيانا يهتك على وسائل التواصل الاجتماعي و حفاظا منه على موقعيته و شخصه لا يخوض غمار المواجهة في النهي عن المنكر و ذلك أضعف الايمان، كل هذا بسبب عدم وجود اي رادع وعقاب تحت حرية إبداء الرأي في بلد الحريات مما سمح للناس التطاول على العمامة .
هذا الإهمال نتج عنه حرمان المجتمع من التوعية و الرقابة الدينية و ولد الإنفجار في ساحات الثقافات الحسينية و حتى القرآنية بسبب تعطش الناس لهذه القيم…و (وقع الفاس بالراس)..
لا يطاع الله من حيث يعصى لا في القرآن و لا في الشعائر الحسينية..
بما أن النقد بنّاء و موضوعي فلو نظرنا الى الايجابيات لوجدناها اكبر..
على صعيد الجمهورية الاسلامية و برنامج محفل :
هذا البرنامج الى الآن استطاع كسر هيمنة كل البرامج التلفزيونية في ايران خلال شهر رمضان. التي اعتاد كل الناس فيها على برامج ( أفلام / مسلسلات/ مساعدات/ مالية ترفيهية).
بغض النظر عن الأخطاء في بعض المحتوى و الذي هو بعهدة مدير الإنتاج و الاخراج ،لي بينزل ع شوارع ايران و بشوف المجتمع الايراني بيعرف البرنامج شو هدفه الاساسي..
الثقافة الاوروبية نهشت عقول الشعب الإيراني لدرجة ان كل الرقابة على وسائل التواصل و القيود الالكترونية حدّت بشكل كبير من الوصول الى فساد اجتماعي…
و للتقرب الى الله لا بد من استقطاب جماهيري نحو القرآن و العترة لأنهم الوسيلة الوحيدة للتقرب الى الله وبذلك الاستقامة…الاساس هو أن تتعلم الصلاة و بعدها رويدا ستفهم فلسفتها .
في إيران الكثير من البرامج القرآنية الهادفة و التي أصبحت روتين لدى الناس و لكن لها قيمتها العالية و تأثيرها ومن هذه البرامج القرآنية بالأخص (برنامج محفل)..
بغض النظر عن السلبيات في سلوك:
بعض افراد لجنة التحكيم /بعض الضيوف / بعض الحلقات/ بعض الحركات او الضحكات او الهتافات القرآنية..
الى أن البرنامج استطاع الاضاءة على حياة الاشخاص القرآنين من حفاظ و قراء : من مختلف البلدان و الجنسيات و المذاهب/ مكفوفين و ذوي احتياجات خاصة/ من اساتذة و معلمين و رياضيين/ من شيوخ مسنين / من أطفال و براعم / من علماء دين / من مجا.هدين و جر.حى/ من اطباء و مهندسين/من عائلات قرآنية …
إضافة الى أعلام قراء القرآن في العالم الإسلامي …
لا سيما المحتوى الأساسي هو قصة كل ضيف و ما علاقته بالقرآن و كيف نشأته.. اضافة الى الإستماع الى أصواتهم و تلاواتهم و تصحيح بعض الآيات النغمية التي من الممكن أن تكون أفضل…ولم لا فليتنافس الأستاذ مع التلميذ ( حوار قرآني)..و أين المشكلة في كلمة (الله) التي تنبع بطريقة لا وعي…إذ أن احد المستمعين قال ( قلبي بيفرك أشعر بلذة لا توصف عن الإستماع للصوت الحسن و بطريقة خاشعة)..
أليس هذا عامل استقطاب و جذب لكل الأهل و العالم ليحثوا أبنائهم على التعلق بالقرآن و العترة في ظل إكتساح مسلسلات الفتن و الخلاعة و اللهو شاشات شهر رمضان ، إضافة الى عدم وجود من يتصدى و يصنع برنامج قرآني عالمي بهذه الضخامة يراه كل العالم منبعه ايران المحارَبة للإستكبار…
أعتقد أن ( الكحل أحسن من العمى ) فالبرنامج حقق الكثير من النجاحات و لكن من باب (لا يطاع الله من حيث يعصى) يجب الرقابة أكثر و تهذيب السلوك القرآني و الحسيني لدى كل الناس و بالأخص القائمين على العمل من ( مؤسسات و قراء و رواديد)…وهذا آتٍ رويدا رويدا”..
و اخيرا على الصعيد القرآني في لبنان أعتقد بسبب الضعف الموجود في الامكانات و القدرات لا زلنا بألف خير عن باقي الدول…إذ أن الثقافات الغازية بالإمكان السيطرة عليها..رغم تفلتها في بعض المحافل..إلا أن الجهات الراعية للمحافل القرآنية رغم اكثر من ٤٠ سنة لم تتوانى عن محاسبة او تقييم او معالجة بعض ثغرات العمل…ووجود هذه السنن دليل عافية علينا فمن المسجد و القرآن تخرج مدارس الشهداء و العلماء .أخيرا…فليكن الله رقيبا علينا ليكون العمل خالصا لله…و إلا أصبحنا من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا…
والله من وراء القصد و السلام.
- محمد رضا شمعوني:
مولانا العزيز معظم ما تفضلتم به يتفق معك فيه الكثير من اهل العلم و الاختصاص ، و لكن أنا أحببت لو كان النقد فعلا و في مكانه و خاصة في هكذا ظروف و في هذا العصر الغريب العجيب الذي بات فيه التكليف الشرعي الإلهي والرغبة الشخصية وان كانت سليمة تتشابه على المؤمن بقدر شعرة رفيعة جدا تكاد لا تُرى ، إلّا لمن أدرك أحكام الضرورة و المصلحة و تشخيص الواقع و الفائد وإحاطة الضرر الناتج عن الفعل او الأمر، لهذا الامر تُطرَح الكثير من الأسئلة: لماذا لا يقدم أهل العلم و الاختصاص افضل ما عندهم بعمل متقن وموزون من جميع النواحي مع ما نمتلكه من الامكانيات والقدرات الحالية على أقل تقدير؟ والسؤال الأكبر أين عنصر الرقابة قبل الاصدار ولماذا لا يتم المراجعة و العمل بتوصيات وخلق مساحة للنقاش البنّاء الذي يؤدي الى وجود المحتوى و المادة و ليس نسف الاخر للاخر و عدم الاتفاق وفي نهاية لا عمل يطرح؟ لماذا لا يتم المعالجة بعد نظر في الايجابيات و ليس السلبيات ؟ وليكُن التقييم منصف وليس بصيغة الكفر او الاعدام ، فلا يهتك أحدٌ أحدًا ولا يحكم على نواياه ولا يفتح المجال للمتصيدين في الماء العكر الفوز بمعركة معسولة لا يُستَفاد منها الا زيادة الشرخ و رضا العدو المتربّص الذي خاف من فعل مثل هذه امور .
الم يحارب القرآن و حُرّق ودنّس وقيل انه كتاب المجرمين السفاحين الذبّاحين الارها..بين ؟ هكذا برامج أتت صاعقة من شدة لفت انتباه ناس لها وجعلت العدو في حيرة من أمره، رغم ما فعلوه هناك من يهتم و ان اخطأ الطريق وهم ليسو بمعصومين ولا هم مصدر للتشريع ولا يطلبون التقليد. الموضوع يُعمل عليه من جميع ما ذكرته أستاذي الفاضل وان كان هناك المزيد ما تختزنه في لب صدرك الا ان يا مولانا العزيز اصل اي اشكال هو التقصير في فهم المبتغى وهذا الامر معقد في اصل البث و كيفية النشأة و ايجاد الحل و تجاوز العقد الا انه ليس بالامر صعب ان كان العمل خالص لوجه الله بالقدر المتيقن به، لاننا جميعا ابناء مدرسة ما كان لله ينمو وليس العكس، ولا بد من حضرتكم و من هم اهل لذلك المبادرة و العمل والله ولي التوفيق . - وعلقت سارة علي قائلة :
بوركتم، المبالغة في الإعجاب وردات الفعل التي هي عرفا مكانها محافل الطرب وبرامج الغناء متل سوبر ستار وغيرها… التي كانت أول من درج هذه البرامج، كل هذا يفرغ محفل القرآن من مضمونه ويجعله متماهيا مع تلك البرامج المذمومة، على الرغم من أهمية وجود برامج ومحافل تركز على تراثنا الاعظم كتاب الله عز وجل الذي هو امانة بين ايدينا لا يجب ان نتهاون فيها ولا نضيع اجرها وعلينا بالاستفادة منها قدر الإمكان، لذا لا بد من إيجاد ما هو ارقى ويليق به المقام.
إضافة للتجاوزات التي كانت واضحة في مثل هذه البرامج من اختلاط وتركيز الكاميرا على وجوه النساء وهن يضحكن ويتمايلن… وغيرها من الامور التي لا بد من تسليط الضوء عليها للتحسين والتدارك والاستبدال.
كتبت هذا وانا من متابعي البرنامج ولست فقط أقدم رايا بسبب هذا المنشر.
تقبل الله اعمالكم. - هناك مداخلات بعضها مبالغ فيه وبعضها تجاوزت الحد وبعضها تراوحت بين الإفراط والتفريط آثرنا عدم نقلها.
2 Comments
قال الله تعالى في كتابه الكريم (( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله)). الخشية من الله تعالى تقتضي الوقار والسكينة امام كتابه الذي يتصدع من خشيته الجبل ويتفتت الحجر… اذن هناك فرق بين التفاعل الايجابي والتفاعل السلبي.. فالتفاعل الايجابي. هو أن تفهم الاية وتعيش مضمونها وتنسجم مع مرادها من ترغيب او ترهيب وغيره.. لذا تجد العيون تدمع والقلوب تخشع من كلماته.. اما التفاعل السلبي هو التأثر بالصوت دون المضمون.. فنرى هتافات الإعجاب تعلو والتعليقات تتناغم مع صوت القارىء. وكاننا في محفل غنائي للتباري في اختيار الأصوات… وان كان الصوت عاملا مهما في جذب المتلقي وشده لمضمون الاية.. لكن لو عقدنا مقارنة بين برنامج محفل الإيراني. . ومسابقة العميد هذا العام نجد فرقا بينهما… ففي برنامج محفل فقرات جميلة ومؤثرة. ولايمكن محو ايجابياته بسبب تلك الظواهر التي ينبغي تهذيبها…. الا ان مسابقة العميد جاءت في إطار مختلف وان كان فيها بعض المشاهد المبالغ فيها. منها التفاعل مع صوت القارىء.. ورفع الصوت لبيان الإعجاب… وهذا غير معتاد في مسابقات العتبة…. كماان برنامج محفل فيه فقرات بحياة القارىء.. وعلاقته مع القرآن.. وان اللسان غير عربي.. وفيه من التشجيع والدهشة لصغار السن.. اما مسابقة العميد.؛ تختلف تسمية ومضمونا… وان كنا لا نبخس الناس اشياءهم…ربما لان عصر العولمة اقتضى ان يكون هناك تغيير في بعض مفاصل مسابقات العتبة لجذب الشباب للمشاهدة والإفادة.. لذا نتمنى أن تراجع بعض الجزئيات ليكون للمسابقة عبق يفوح ومنها ذكر الملاحظة وموطنها للقارئ بمعنى ان يكون رأي المحكم حسب تخصصه واضحا في موطنه.. والا يكون حكما عاما… وفق الله الجميع لخدمة كتابه
إذا أردنا تقويم شئ ما ، فلا بد من النظر فيه من جميع الحيثيات ، ليكون التقويم منصفا وموضوعيا . فمن ناحية ، لابد من مقارنته بغيره من الأشياء التي تشترك معه ولو ببعض الحيثيات ، ثم مقارنته مع امثاله في المسميات والمضامين ، لاظهار المائز فيه لغرض الوصول الى الغرض المنشود .
ولتقويم البرامج التي تبث عبر القنوات التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي ، لابد من استقراء جميع البرامج التي بثت خلال فترة ظهور مجموعة الشبكات الاجتماعية نهاية تسعينيات القرن العشرين ، وأخذت بالانتشار سريعا بين شركاء المواقع الاجتماعية ، ثم بدأت تنتشر بشكل كبير بعد عام 2003 .
واخذت تظهر البرامج بين (الغث والسمين) تدريجيا سواء كان من على القنوات التلفزيونية الرسمية وغير الرسمية او على منصات التواصل الاجتماعي ، الفيس والانستغرام وتيك توك الأكثر استخداما في العراق..
فاذا اردنا تصنيف البرامج من خلال النوعية ومصادر البث نأخذ
اولا : ما يبث على مواقع التواصل الاجتماعي ، فاغلبها ان لم نقل جميعها يحمل المحتوى الهابط الذي كان سببا مباشر في تدني اخلاق المجتمع من خلال انتشار :
١ – المحتوى الهابط للفاشينستات ، التي تختص بعالم الموضة والتجميل والازياء ،
بما تتصف بالانحدار والتلوث البصري الذي يعتمد على تسليع الاجساد بالايحاء والبضائع الفاسدة .
و ممن لا مشكلة لديهن في طريقة الحصول على المتابعات وزيادة المشاهدات المشروطة بترويج التفاهة والغش في المحتوى لغرض الحصول على الارباح .
٢- المحتوى الساخر او ( الميمز ) كما يسمى الان ، الذي يسوقه لشبابنا اتفه البلوكرات واليوتيوبرات وللاسف الشديد ، فقد اخذ مداه بشكل واسع و خطير في التأثير في اخلاق الشباب والشابات وكانوا سببا في ضياع مستقبلهم وتراجعهم ايمانيا و اخلاقيا وثقافيا ، ونزع الغيرة والمروءة من نفوسهم .
ولا مزيد من القول في انواع المحتوى في برامج التواصل الاجتماعي . فهو اوضح من ان يقال .
ثانيا : برامج القنوات التلفزيونية :
١ – منذ عام 2003 كان الغالب في البرامج هو البرامج السياسية التي تثير اللغط والطائفية ، او الجدل والنزاع حول المصالح ، بين الاطراف المتقابلة في البرامج ، وليس للمتلقي ناقة ولا جمل فيها سوى اشغاله بغايات مرسومة مسبقا .
٢ – ما يخص المسلسلات ، فحدث ولا حرج ، ولسنا في صدد وصفها الان .
٣ – للامانة والانصاف ظهور بعض البرامج مؤخرا ، والتي تحمل الطابع الانساني وابرزها برنامج الاخ علي عذاب . اما البرامج التي تمنح المساعدات الانسانية للفقراء مقابل استعراض وجوههم فلا تُحمل على حُسن الظن لاراقة ماء وجوه النساء والاطفال أمام ملايين المتابعين .
٤ – المسابقات الثقافية الربحية :
التي تستقطب شريحة كبيرة من الجمهور
لكونها برامج ربحية وترفيهية .
كبرنامج ( اربح الملايين) الذي يقدمه جواد الشكرچي ، وللاسف الشديد انه من اتفه البرامج التي تعكس ضعف الثقافة في مجتمعنا وقلة الوعي لنوعية الاسئلة المطروحة في المسابقة .
٥ – لم نجد لحد الان برنامجا يحمل قيمة علمية وثقافية ترتقي بمستوى الانسان العراقي وتواكب التطور العلمي في جميع الاصعدة العلمية .
٦ – البرامج الدينية ، و لاسيما القرآنية . للاسف الشديد ، تعتبر قليلة بالقياس لحاجة المجتمع لهكذا برامج تلبي حاجة الشباب في معرفة القيم والمفاهيم الدينية والاشكالات العقدية . وكذلك من ناحية الطرح والعرض العصري للمواضيع وما شابه ذلك . و لم نحضَ ببرنامج قرآني يتبنى المفاهيم القرآنية والتفاسير المتعددة ، لا من اعداد القنوات ولا من الشخصيات العلمية التي يزخر بها مجتمعنا العراقي .
٧ – المسابقات القرآنية ، يزخر العراق بالكثير من المسابقات القرآنية حفظا وتلاوة ، لكن لم يسلط الاعلام عليها بالقدر الذي تستحق او يوازي عظمة المضمون في هذه المسابقات !
و مما تابعناه في هذا الشهر الفضيل ، مسابقة العميد القرانية وقد كانت متميزة من جهات عدة ، لاسيما توجيهات ومداخلات بعض اعضاء لجنة التحكيم ، وقد كنت اتمنى ان لايتخللها ما تخلل برنامج محفل من بعض المحكمين في الرغبة بالبروز عن طريق التشجيع المبالغ فيه والذي قلل من رتبة المسابقة بنظري .
واذا اردنا تقويم هذه المسابقة فيمكن القول انها من المسابقات والبرامج المميزة التي تمكنت من جذب المشاهدين واقناعهم بالمتابعة وقوبلت بالاشادة على الرغم ممافيها -كما اسلفنا – من الاضافات والشكليات التي تقلل – بنظري- من القيمة العليا لمضمونه فكثرة التفاعل والتركيز
على النغمات وقوة الأصوات أمر لا باس به ، الا انها يجب ان لا تتعدى المحتوى الاصل ، فالمراد من البرنامج
ليس خاصا بالمتسابق وحسب، و تقويم المشاركين وتطويرهم ودعمهم امر لابد منه ، الا ان للمتلقي حظا من الفائدة والتزود روحيا ومعرفيا لنرقى بالمجتمع ككل وليس بالمتسابق فحسب.
فما نرجوه من نقد بناء ليس إلا ..
اولا : ان لا يسلط الضوء على التفاعل لانجاح البرنامج فنجاح البرناج بقيمته المعنوية والروحية ، وان قل عدد المشاهدات ، الا انه سياخذ مداه واثره في النفوس ولو بعد حين .
ثانيا : الغاء فكرة قطع قراءة المشارك من قبل احد المحكمين والتباري معه باستعراض المقامات وتغييرها ، فإنه يقطع على المشارك خشوعه وخشيته وبالتالي تُقطع روحية القراءة . قال تعالى وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون.
ثالثا : ضرورة التركيز في اختيار النصوص القرآنية الخاصة بتزكية النفس وتهذيبها والتذكير بالاخرة .
رابعا : وتأييدا لما قلناه ، فقد لاحظت ان شبكة الكفيل تقتطع بعض ملاحظات الشيخ الدكتور باسم العابدي وتنشرها منفردة وهذا يدل على ترجيح الرصانة والفكرة . والحق ان هذا الشيخ وازن بين الحالة المسابقاتية والحالة العلمية واعطى للمسابقة نوعا من الثبات بالاضافة للموشحات الدينية للمنشد الايراني التي كست المسابقة بكسوة انوار اهل البيت عليهم السلام ، جزاهم الله خيرا ، وجزى جميع الاخوة في هذا البرنامج خير الجزاء .
واختم بالشكر الجزيل لجميع القائمين على هذه المسابقة المباركة جزاهم الله تعالى خير الجزاء .