بابل- واقع.
12- شعبان- 1445.
23 شباط 2024.
خلاصة دراسة:
التفكيك المعرفي لظاهرة الوحي القرآني عند الدكتور نصر حامد ابو زيد دراسة نقدية.
الشيخ الدكتور ميثاق الحلي♦.
إنَّ الهدفَ الاساس من الوحي الالهيّ إثباتُ النبوةِ ،واختصاصُهُ بأحدِ أفرادِ البشر، الذي له ارتباطٌ خاصٌ بعالمِ الغيب ، بما له مِنْ ملكاتٍ تؤهلُهُ دون غيرِهِ لذلك؛ ليحملَ رسالة السماء وإثبات وجود الله تعالى والايمان برسالته لتنظيم حياة البشر نحو الهداية الالهية و سعادتهم في الدارين .
وقد كانت هناك محاولاتٌ لإنكار الوحي القرآني واثبات بشرية النص القرآني، ومن اولئك المنكرين نصر حامد ؛ إذ أنه يرى أن الوحي القرآنيّ حقيقةٌ داخلية مرتبطة بالرسول ،وليست أمرًا خارجًا عنه ، بل هو نابعٌ عن فكرهِ واحاسيسهِ ومشاعرهِ ، ومتأثرٌ ببيئته التي نشأ فيها وهاجر اليها .
إن انكار الوحي القرآني ، هو انكار لضرورة دينية ، تمثل الاساس في اصل الرسالة السماوية ،وهو يستلزم الحكم بالارتداد عن الاسلام لاجتهاده في انكار الضرورة الدينية .
ولذا يجب على الباحثين في الدراسات القرآنية المعاصرة الذين يريدون قراءة جديدة للقرآن الكريم أن يتزموا بأصول التفسير الاصلية ،والالتزام بآداب التفسير، ولا يمكن التعامل مع النص القرآني والوحي الالهي بنظرة تفكيكية قائمة على العقل البشري المجرد عن الاصول المعرفية للإسلام.
وقد جاء البحث بعنوان (التفكيك المعرفي لظاهرة الوحي القرآني عند نصر حامد ابو زيد دراسة نقدية) في مبحثين ، الاول: في الوحي القرآني علاقة ثابتة بين اللفظ والمعنى ،وقد تضمن ثلاثة مطالب ، جاء الاول في تعريف المدرسة التفكيكية والتوحيدية لغة واصطلاحا ،وجاء الثاني : الوحي تعريفه وحقيقته عند المسلمين : وكان الثالث : في المطلب الثالث : العلاقة بين الوحي والموحى اليه. وأما المبحث الثاني فجاء في مطالب ثلاثة : الاول في التأويل العقلي للنص القرآني ، والمطلب الثاني ، جاء لبيان تحليل النص القرآني بين التاريخية والوحي الالهي: المطلب الثالث ، قراءة نصر حامد العلمانية للنص القرآني ، ثم نتائج البحث .
وصل الباحث إلى نتائج عدة وهي:
1- انقلاب نصر حامد على الفكر الاشعري ناتج عن تراكم معرفي لخليط من الافكار الكلامية والعقائدية في حقيقة الوحي الالهي.
2- أنسنته للنص القرآني يرجع لاختلاف المفسرين والروايات في تاريخ جمع القرآن وكتابته ،فاستغل هذا الاختلاف .
3- حصلت له مغالطة في فهم حقيقة الوحي من خلال عدم تقبله المنظومة الموحدة للإعجاز في المعني والالفاظ الالهية.
4- جمع بين اسلمته واستغرابه ، بنقد الخطاب الديني، وهو احد اسباب المغالطات العقدية لديه..
5- فقدت مصنفاته صبغة الاستدلال والاستشهاد بالقرآن الكريم والسنة المطهرة والشعر العربي ،وهذا يكشف عن عدم ايمان بالنص الذي يدعو لتفسيره وتأويله.
6- وضع اسس معرفية جديدة لفهم القرآن ، تنطلق من ادوات العقلنة المعاصرة المخالفة لأصول التفسير .
7- يستعمل اسلوب التعمية والمغالطة في استعمال الالفاظ بعيدًا عن الادلة العلمية للقرآن والسنة المطهرة لإثبات تأويل أو دلالة معينة .
8- كان للمنظمات العلمانية أثر بالغ في احتضانه والترويج لمشروعه كما يظهر من اللقاءات والحوارات العلنية، وهو يكفي لفساد مشروعه التغييري .
♦ تدريسي في جامعة بابل كلية العلوم الإسلامية قسم علوم القرآن.