6 رمضان 1445.
18 آذار 2024.
زوجات عاصيات في حياة المعصومين عليهم السلام(2)- الشيخ الدكتور باسم دخيل مراد العابدي.
.
زوجة نوح عليه السلام.
١. لم يتعرض القران الكريم لذكر زوجة نوح عليه السلام إلا في موضع واحد فقط , كما لم يفردها في آية لوحدها , ولم يذكر اسمها , لأن القران الكريم منهجيا لايعنى بأسماء الأشخاص وإنما بالأدوار والأهداف فيما لو كان الأسم جزءا من الحالة المنظومية للآية , أو لبيان حكم يتحقق بهذا الإسم كما في مسألة (زيد) الذي ورد اسمه في القرآن الكريم بالنص.
٢. تجاهل القران الكريم ذكر مقدمات عصيان زوجة نوح إلا أن الروايات ذكرت أنها كانت تشي بزوجها للأعداء وتنقل إليهم أسراره وتؤذيه بنعته بالجنون.
٣. لم ترد قضية زوجة نوح عليه السلام في آية مستقلة وانما ذكرها القران الكريم بالمناصفة والإشتراك مع زوجة لوط عليه السلام ونستنتج من هذا الإشتراك أمرين:
الأول: إن القرآن الكريم ليس كتابا تاريخيا يعتني بالأزمنة التاريخية بقدر مايعنى بالأنموذج والتجربة البشرية , فقد ذكر المرأتين في موضع واحد على الرغم من الفارق الزمني الكبير بينهما وهو ما يقارب (١٩٠٠) سنة.
الثاني: ربما كان جمع القرآن بين امراة نوح وامراة لوط لإلفات الأنظار والمقابلة مع اثنتين غيرهما جمع بينهما في موضع آخر ؛ وهذا الجمع والمقابلة بسبب الإشتراك والمشابهة في المنهج وهو إيذاء المعصوم عن طريق إفشاء أسراره التي أطلعن عليها.
٤. لم يعلم أن نوحا عليه السلام دعا زوجته للركوب في سفينة النجاة ولم يقل: ( إنها من أهلي) مثلما دعا ابنه للركوب وقال: ( إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي) هود: ٤٥ ؛ فجاء الرد الإلهي بنفي الأهلية: ( إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ) هود:٤٦.
٥. إن زواج امراة من المعصوم لايدل على فضيلتها سابقا ولا لاحقا إلا بعد أن يثبت الدليل صلاحها وإيمانها وإلا فإن بعض الزواجات ناظرة لمصلحة دينية كبرى تقتضيها على الرغم من معرفة المعصوم عدم صلاح هذه المراة للزوجية.