عادل الشويلي- ذي قار- واقع.
12 شعبان 1445.
23 شباط 2024.
من البناء اللغوي القرآني♦.
يدل اسم التفضيل على المفاضلة، بمعنى: ” ان شيئين اشتركا في صفة، وزاد أحدهما على الاخر في تلك الصفة “.
وقد لا يُراد من اسم التفضيل المفاضلة مطلقا، أي: عدم مشاركة المفضل المفضل عليه في المعنى، بمعنى ان ” تكون المشاركة تقديرية لا حقيقية “، فيخرج اسم التفضيل الى معان أخرى يحققها السياق اللغوي، نحو قوله تعالى من قصة النبي يوسف (عليه السلام): ﴿ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ﴾ [يوسف: 33]، إذ ليس في الفاحشة أو السجن شيء يُحب وقد ورد هذا التعبير القرآنيّ على لسان سيدنا يوسف (عليه السلام) في معرض اختياره السجن على مطاوعة إرادة النّسوة، فالسجن واحتمال الظلم: ” أقل بغضا وَأَقل شرا وأهون صعوبة وَأَقل قبحا ” من الفاحشة، وكقوله تعالى فــــــي قصة النبي لوط (عليه السلام): ﴿ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُـوا اللَّهَ ﴾ [هود: 78]، اذ جاء هذا التعبير القرآنيّ على لسان سيدنا لوط (عليه السلام) مستعملا اسم التفضيل (أطهر) على غير معنى التفضيل وانما اراد به معنى التَّطَهُّرُ اي:” التَّنَزُّهُ عَمَّا لَا يَحِلُّ “، فيتضح أنّ: ” لَيْسَ أَلِفُ أَطْهَرُ لِلتَّفْضِيلِ حَتَّى يُتَوَهَّمَ أَنَّ فِي نِكَاحِ الرِّجَالِ طَهَارَةً، بَلْ هُوَ كَقَوْلِكَ : اللَّهُ أَكْبَرُ وَأَعْلَى وَأَجَلُّ، وَإِنْ لم يكن تفضيل ، وَهَذَا جَائِزٌ شَائِعٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ، وَلَمْ يُكَابِرِ اللَّهَ تَعَالَى أَحَدٌ حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ تَعَالَى أَكْبَرَ مِنْــــــــــهُ “، والله تعالى اعلم واعز واجل وله الحمد وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
♦ البحوث تعبر عن وجهة نظر أصحابها .