عادل الشويلي- ذي قار- واقع.
18 شعبان 1445.
29- شباط 2024.
من البناء اللغوي القرآني.
عادل الشويلي♦
قد يأتي التعبير بصيغة اسم الفاعل ولكنه يفيد معنى المبالغة والتكثير في الاسم الموصوف به في سياقات لغوية تحدد ذلك ، من نحو ما جاء في قصة النبي موسى (عليه السلام ) بصيغة المبالغة (سحّار) في قـــوله تعالى : {قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ 0 يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ}[الشعراء : 36، 37] ، وفي موضع آخر باسم الفاعل (ساحر) في قوله تعالى : {قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ0 يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ } [الأعراف: 111، 112] ، فاذا كان اللفظ بصيغة المبالغة (سحّار ) في سورة الشعراء قد افاد دلالته الطبيعية على قوة المعنى اي: الكثرة في اتيان السحر واتقانه ودرايته به ونفاذه فيه ، وجاءت اللفظة (عليم ) متوائمة مع قوة المعنى في صيغة المبالغة هذه . فان اللفظ باسم الفاعل (ساحر) في سورة الأعراف قد خرج عن معناه الى معنى المبالغة ؛ لاتصافه بالعلمية التي عززتها اللفظة (عليم ) ، بمعنى ان فرعون قد طلب كل ساحر بدلالة المبالغة اي : على الاختصاص بدرايته ونفاذه في السحر لمواجهة النبي موسى (عليه السلام) الذي وصفه لأتباعه مؤكدا كما جاء في قوله تعالى : {إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ} [الشعراء: 34] ؛ ليُطمئِنَ نفسَه ، ويُسكِنَ قلقَه بإحراز الفوز عليه والقضاء على دعوته..
هكذا كان تدبير فرعون حيث أراد أن يحول دعوة سيدنا موسى عليه السلام له الى الايمان فتهرب من ذلك إلى مباراة في السحر؛- كي يصرف الناس عن الايمان بسيدنا موسى عليه السلام بعدما رأوا الآيات – وقد فشل في تدبيره هذا، وفاز سيدنا موسى عليه السلام على مكر فرعون.
والله تعالى أعلم واعز واجل وله الحمد وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين.
♦ المقالات تعبر عن رأي اصحابها.