أخلاق المنتسبين للقران.
- الشيخ الدكتور باسم دخيل العابدي.
شدد القران الكريم على العناية بانتقاء الألفاظ لأنها انعكاس لأخلاق المتكلم وأدبه وثقافته ومراداته , ومن ذلك قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا).
وهذه الآية وإن نزلت في واقعة خاصة إلّا إنها قابلة للانطباق والجري في مواضع غيرها.
كما أنّ القران الكريم استعمل بعض الألفاظ للكناية عن معان محددة اشتهرت في التداولية اللغوية بصيغ وألفاظ أخرى .
إن القران الكريم يربّي عموم الناس على الفضائل الأخلاقية وأدب الحوار , وانتقاء أحسن الألفاظ , فالأولى أن يتربى المشتغلون بالنشاطات القرآنية ويتأدبوا بأدب القران , ويتخلقوا بأخلاقه , ويتجملوا بجمال القران , وتكون ألفاظهم وكلماتهم منسجمة ومتوافقة مع أدب كتاب الله وخلقه وثقافته ومناهجه , فإذا وجدت قارئا أو حافظا أو معلّما يشتغل على تعليم القرآن الكريم , ولايضبط ألفاظه , ويجعل لسانه أداة لترويج كلمات نابية , وألفاظ سوقية دون حياء بدلا من أن يوظف لسانه لنشر الفضيلة والقيم والآداب , تعرف أن هذا المشتغل بهذه الاختصاصات لم ينتفع من القران الكريم , ولا ينفع غيره أيضا , بل يشكّل عبأ على القرآن , وهنا يصدق عليه الحديث الشريف ( كم قارئ للقرآن والقرآ، يلعنه).
وهذا المعنى لاينحصر بالقارئ فقط بل ينطبق أيضا على الحافظ والمعلم وأمثالهما.